Monaliza Admin
عدد الرسائل : 574 العمر : 44 العمل/الترفيه : إسعاد الاخرين المزاج : بخير و الحمد لله الوسام : السٌّمعَة : 0 تاريخ التسجيل : 12/10/2008
| موضوع: سعد بن معاذ علم من اعلام الائمه السبت مايو 23, 2009 4:23 pm | |
| سعد بن معاذ علم من اعلام الائمه إصابته
وشهدت المدينة حصارا رهيبا، ولبس المسلمون لباس الحرب وخرج سعد بن معاذ حاملا سيفه ورمحه، فعن السيدة عائشة أنها كانت في حصن بني حارثة يوم الخندق، وكانت أم سعد بن معاذ معها في الحصن، وذلك قبل أن يُضرب الحجاب عليهن، فمرّ سعد وعليه درعٌ مقلّصة قد خرجت منها ذراعه وفي يده حربة وهو يقول: (لبِّث قليلاً يَلْحَقِ الهَيْجَا حَمَـلْ... لا بأس بالموتِ إذا حانَ الأجـلْ)... فقالت أم سعد: (الْحَقْ يا بُنيّ قدْ واللـه أخرت)... فقالت عائشة: (يا أم سعد لوددتُ أنّ درعَ سعد أسبغ ممّا هي)... فخافت عليه حين أصيب السهم منه...
وفي إحدى الجولات أصابه سهم في ذراعه من المشركين، من رجل يُقال له ابن العَرِقة، وتفجر الدم من وريده وأسعف سريعا، وأمر الرسول -صلى الله عليه وسلم- أن يحمل إلى المسجد وأن تنصب له خيمة ليكون قريبا منه أثناء تمريضه.
ورفع سعد بصره للسماء وقال: (اللهم إن كنت أبقيت من حرب قريش شيئا فأبقني لها، فإنه لا قوم أحب إلي أن أجهادهم من قوم أذوا رسولك، وكذبوه وأخرجوه، وإن كنت قد وضعت الحرب بيننا وبينهم، فاجعل ما أصابني اليوم طريقا للشهادة، ولا تمتني حتى تقر عيني من بني قريظة)... وكان بنو قريظة مواليه وحلفاءَ ه في الجاهلية...
الرسول يحكم سعد في بني قريظة
وأتى الرسول -صلى الله عليه وسلم- بني قريظة بعد الخندق مباشرة، وحاصرهم خمساً وعشرين ليلة، ثم حكّم الرسول -صلى الله عليه وسلم- سعد بن معاذ ببني قريظة، فأتاه قومه (الأوس) فحملوه وأقبلوا معه الى الرسول -صلى الله عليه وسلم- وهم يقولون: (يا أبا عمرو، أحسن في مواليك فإن الرسول إنما ولاك ذلك لتحسن فيهم)... حتى دنا من دورهم التفت إلى قومه فقال: (قدْ آنَ لي أن لا أبالي في الله لَوْمَةَ لائِمٍ)...
فلما أتوا الرسول -صلى الله عليه وسلم- قال الرسول: (قوموا إلى سيدكم)... فقاموا إليه فقالوا: (يا أبا عمرو، إن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- قد ولاك أمر مواليـك لتحكم فيهم)... فقال سعد: (عليكم بذلك عهد اللـه وميثاقه أن الحكم فيهم لما حكمـت؟)... قالوا: (نعـم)... قال: (وعلى مـن هاهنـا؟)... في الناحية التي فيها رسول الله -صلى الله عليه وسلم-وهو معرض عن رسول الله إجلالا له.
فقال الرسول -صلى الله عليه وسلم-: (نعم)... قال سعد: (فإني أحكم فيهم أن تقتل الرجال، وتقسم الأموال، وتسبى الذراري والنساء)... قال الرسـول -صلى اللـه عليه وسلم-: (لقد حكمت فيهم بحكم اللـه من فوق سبعة أرقعة)... ونفذ الرسول الكريم حكم سعد بن معاذ فيهم...
وفاة سعد
فلما انقضى أمر بني قريظة انفجر بسعد جرحه، واحتضنه رسول اللـه -صلى اللـه عليه وسلم- فجعلت الدماء تسيل على رسول اللـه، فجاء أبو بكر فقال: (وانكسارَ ظَهْراهْ)... فقال الرسـول -صلى الله عليه وسلم-: (مَهْ)... فقال عمر: (إنا لله وإنا إليه راجعون)...
وقد نزل جبريل إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- فقال: (يا نبيّ الله مَنْ هذا الذي فُتِحَتْ له أبواب السماء واهتزَّ له العرش؟)... فخرج رسول الله -صلى الله عليه وسلم- مسرعاً يجرّ ثوبه، فوجد سعداً قد قَبِضَ...
الجنازة
فمات سعد شهيداً بعد شهر من إصابته، ويروى أن سعدا كان رجلا بادنا، فلما حمله الناس وجدوا له خفة فبلغ ذلك رسول الله -صلى الله عليه وسلم- فقال: (إن له حملة غيركم، والذي نفسي بيده لقد استبشرت الملائكة بروح سعد، واهتز له العرش)...
وقال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (لقد نزل من الملائكة في جنازة سعد بن معاذ سبعون ألفاً ما وطئوا الأرض قبلُ)... كما يقول (أبو سعيـد الخدري)-رضي اللـه عنه-: (كنت ممـن حفر لسعـد قبره، وكنا كلما حفرنا طبقة مـن تراب، شممنا ريح المسك حتى انتهينا إلى اللحد)...
ولمّا انتهوا إلى قبر سعد نزل فيه أربعة نفر، ورسول الله -صلى الله عليه وسلم- واقفٌ على قدميه، فلمّا وُضع في قبره تغيّر وجه رسول الله -صلى الله عليه وسلم-، وسبّح ثلاثاً، فسبّح المسلمون ثلاثاً حتى ارتجّ البقيع، ثم كبّر رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ثلاثاً، وكبّر أصحابه ثلاثاً حتى ارتجّ البقيع بتكبيره، فسُئِلَ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن ذلك فقيل: (يا رسول الله رأينا بوجهك تغيّراً وسبّحت ثلاثاً؟)... قال: (تضايق على صاحبكم قبره وضُمَّ ضمةً لو نَجا منها أحدٌ لنَجا سعدٌ منها، ثم فرّج الله عنه)...
فضل سعد
قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عندما رأى ثوب ديباج: (والذي نفس محمد بيده لمناديل سعد بن معاذ في الجنة أحسن من هذا)... وقد قال شرحبيل بن حسنة: (أخذ إنسان قبضة من تراب قبر سعد فذهب بها ثم نظر إليها بعد ذلك فإذا هي مسك!!)...
| |
|