اللؤلؤ .. دائما هو رمز الأناقة والبساطة
لطالما تميّز هذا الحجر المتلألئ بلغته الخاصة التي تعكس أسلوباً ساحراً ومميّزاً.
لغة أتقنتها مبدعة دار «شانيل» الآنسة غابريال شانيل، فكان هو حجرها المفضّل، تبنّته بمختلف الأحجام والألوان، طبعت به تصاميمها وبقي ثابتاً يوقع مجموعات دارها حتى يومنا.
هو أيضا رفيق النجمات من مارلين مونرو الى إليزابيث تايلور وأودري هيبورن التي لا تزال صورتها في الفيلم الكلاسيكي «إفطار في تيفاني»، بفستانها الأسود الموّقع من دار «جيفنشي» وصفوف اللؤلؤ الحاضنة لعنقها، عالقة في أذهان مبتكري الموضة يستوحون منها تصميمات مترفة تجمع بإتقان بين الأسلوبين الكلاسيكيّ والعصريّ.
وهذا ما ترجمته عروض الأزياء لربيع وصيف 2009، من خلال فيض من اللآلئ زينت المعاصم تارة والأعناق أو الخصور تارة، وحقائب اليد وإكسسوارات الشعر تارة أخرى.
وبرزت هذه التصميمات ضمن مجموعات كل من جيورجي ارماني والثنائي دولتشي آند غابانا وألبير إلبيز من دار «لانفان»، وطبعا شانيل وغيرهم.
تجدر الإشارة إلى أن اللؤلؤ حجر عضويّ يحمل بين عروقه شعار التواضع والبراءة، ويرمز الى نقاوة المشاعر وصدقها.
شبّه على مدى عصور طويلة بدموع الآلهة، حمّله الإغريق معاني عديدة، منها قدرته على إضفاء السعادة على الحياة الزوجيّة، فكان الفرسان يقدمونه لزوجاتهم عند عودتهم من القتال خلال فترة الحروب الصليبيّة.
وفي القرنين الرابع عشر والخامس عشر، احتل مكان الأزهار، فزيّنت صالات الأفراح، كما زينت العروس والضيوف، بمن فيهم الرجال.
في القرن العشرين حل ضيفاً عزيزاً في بلاط الملكة إليزابيث وأصبح من قطعها المفضّلة، كما رافق إطلالة الأميرة الراحلة دايانا، وناسب أسلوبها الناعم، وقبلها عشقته غريس كيلي أميرة موناكو الراحلة، التي وجدت انه يتلاءم جدا مع الرمادي، لونها المفضّل.
لكن أوروبا لم تحتكره لوحدها، لأن سيدات البيت الأبيض أيضا تبنينه، فكان شاهداً على زواج جاكلين كينيدي من الرئيس الأميركي جون كينيدي، ورافق مختلف إطلالاتها الرسميّة والخاصة أيضاً.
باربرا بوش أيضا استعملته بسخاء حتى كاد يصبح جزءا لا يتجزأ من مظهرها، وأخيرا رأيناه يزين عنق السيدة ميشال أوباما في العديد من المناسبات خلال الحملة الانتخابية التي قادت زوجها الى سدة الرئاسة، لتدخل وإياه البيت الأبيض من الباب العريض.
والحق يقال إنه إكسسوار متجدد، وقادر على التناغم بسهولة مع مختلف أنواع التصميمات من أحجار الكريستال والخرز وحتى الأشكال الغريبة من ورود وعقد من الساتان والحرير كما السلاسل الفضيّة والذهبيّة.
وهو لا يزال على رأس قائمة الإكسسوارات الرفيعة المستوى، لا سيما بعد ان تطوّرت تقنية زراعة اللآلئ فأصبح متوفراً بألوان عديدة تتدرج من الأبيض الناصع الى الزهريّ والبنيّ والأزرق والأخضر أيضاً.
كوني متميّزة مع إطلالة موسم جديد واعتمدي على اللآلئ كإكسسوار يبرز لون بشرتك وتألقها ويمنحك أسلوبا شبيها بأيقونات هوليوود. خلال عملية الاختيار انتقي الألوان التي تتناسب مع سحنتك أكثر من ثيابك.
اللؤلؤ الأبيض المائل الى الزهري، مثلا، يناسب الشقراوات، خصوصاً المائلة بشرتهن الى الاصفرار، بينما يناسب الفضي ذوات البشرة البيضاء والزهرية.
أما ذوات البشرات الدافئة فتناسبهن تدرجات اللؤلؤ الذهبي حتى البني والنحاسي.
المهم ان يتم تنسيقه مع فستان بسيط وناعم تماما كما قدمته الآنسة كوكو شانيل في العشرينات وأصبح عنوان الأناقة السهلة الممتنعة إلى يومنا هذا.
كوني سخية في استعماله بعدة صفوف وبألوان متعددة وأحجام مختلفة، بل وحتى بنوعيات مختلفة، كأن تمزجي الأصلي بالمقلد كما كانت تفعل كوكو شانيل.
ولإطلالة عصرية، يمكنك استعماله مع جينز وجاكيت ضيق وكعب عالي رفيع.